1- عدت إلى الوطن الأم بعد نفي قسري دام ثماني عشرة سنة، ككاتب كيف عشت وجع الرحيل باتجاه أرض أخرى؟
ج1 / لم يكن الرحيل أو النفي أو الإبعاد على وجه الدقة أمرًا سهلاً، وبخاصة حين يكون قسرًا وعلى أيدي المحتلين. أذكر تلك الساعات التي سبقت إبعادي إلى الحدود اللبنانية. كنت معتقلاً إداريًّا في سجن بيت ليد الواقع وراء الخط الأخضر، أي داخل مناطق فلسطين 1948 ، وكنت لليوم الخامس مضربًا عن الطعام مع غيري من المعتقلين الإداريين، احتجاجًا على اعتقالنا الإداري من دون محاكمة، ومن أجل الإفراج عنا.
وبدلاً من الإفراج عني، اقتادوني أنا وزميل آخر ووضعونا في سيارة عسكرية ونحن معصوبا الأعين. وحين نزلنا من السيارة قرب الحدود كان معنا ثلاثة معتقلين آخرين مبعدين.
كانت تلك هي البداية الأولى المرة للإبعاد، ثم تلت ذلك أيام وشهور وسنوات من البعد عن الوطن وعن العائلة وعن المكان الأول الذي ولدت فيه وعشت فيه. وبالتأكيد، كان لذلك البعد أثر غير قليل في نفسي، من أبرز سماته أنني كنت غير مستقر في مكان، وفي هذا ألم ومعاناة.
مع ذلك، يمكن القول إن للمنفى وجوهًا عدة وتجليات بعضها مؤلم وبعضها سار، وكان لذلك كله صداه في ما كتبت من قصص.
ج1 / لم يكن الرحيل أو النفي أو الإبعاد على وجه الدقة أمرًا سهلاً، وبخاصة حين يكون قسرًا وعلى أيدي المحتلين. أذكر تلك الساعات التي سبقت إبعادي إلى الحدود اللبنانية. كنت معتقلاً إداريًّا في سجن بيت ليد الواقع وراء الخط الأخضر، أي داخل مناطق فلسطين 1948 ، وكنت لليوم الخامس مضربًا عن الطعام مع غيري من المعتقلين الإداريين، احتجاجًا على اعتقالنا الإداري من دون محاكمة، ومن أجل الإفراج عنا.
وبدلاً من الإفراج عني، اقتادوني أنا وزميل آخر ووضعونا في سيارة عسكرية ونحن معصوبا الأعين. وحين نزلنا من السيارة قرب الحدود كان معنا ثلاثة معتقلين آخرين مبعدين.
كانت تلك هي البداية الأولى المرة للإبعاد، ثم تلت ذلك أيام وشهور وسنوات من البعد عن الوطن وعن العائلة وعن المكان الأول الذي ولدت فيه وعشت فيه. وبالتأكيد، كان لذلك البعد أثر غير قليل في نفسي، من أبرز سماته أنني كنت غير مستقر في مكان، وفي هذا ألم ومعاناة.
مع ذلك، يمكن القول إن للمنفى وجوهًا عدة وتجليات بعضها مؤلم وبعضها سار، وكان لذلك كله صداه في ما كتبت من قصص.
2 - كيف أثر ذلك على إبداعاتك في محفل الأدب؟
ج2 / في البداية، وجدت صعوبة في كتابة القصص بعد أن ابتعدت عن المكان الأول الذي كان يشكل جزءًا حيويًّا من مضامين قصصي، وليس مجرد وعاء لهذه المضامين، وأقصد بالتحديد القرية الفلسطينية التي ولدت فيها والقرية التي عملت فيها مدرّسًا لسنوات، وكذلك مدينة القدس التي عشت على تخومها، ثم أصبحت قريتي حيًّا من أحيائها. ذلك أنني لا أستطيع كتابة القصة القصيرة من دون تمثُّل للمكان ومن دون الانصهار في تفاصيله.
وعوضًا عن ذلك، وجدت ضالتي في كتابة القصة القصيرة جدًّا، التي لا تحتاج إلى مكان مفصل لكي أكتبها. وبالفعل أنجزت قصصًا قصيرة جدًّا في المنفى ظهرت في مجموعتي القصصية "طقوس للمرأة الشقية". وقد مهدت هذه المجموعة السبيل أمامي لكي أواصل هذه التجرية ولأكتب عددًا من المجموعات، ست منها نشرت في كتب، واثنتين ستنشران بعد أشهر معدودات.
3- ترنو من نافذة بيتك إلى الجدار العازل المُطوق للمدينة وفي كتاباتك إلى ماذا ترنو؟
ج3 / أنا أكتب قصصًا وروايات للأطفال، وكذلك للكبار. أرنو في كتاباتي للأطفال إلى إرضاء الطفل الذي في داخلي، وإلى محاولة إنارة الطريق أمام الأطفال بنتاجات أدبية معنية بإغناء مخيلاتهم، وتحقيق المتعة لديهم أثناء القراءة، وهي معنية كذلك بتعزيز حبهم للأرض وللوطن، وبتعريفهم بالقيم الوطنية والإنسانية والاجتماعية التي تساعد على بلورة شخصياتهم وتطويرها على نحو صحيح، من دون وعظ أو تلقين.
وأرنو في كتاباتي للكبار إلى الدفاع عن شعبي الفلسطيني والشعوب العربية في وجه الهجمة الصهيونية وضد التبعية للدول الرأسمالية المستغلة، وكذلك ضد التطرف وإقصاء الآخر المختلف في المجتمع الواحد، ومن أجل التسامح والتعددية وصيانة كرامة الإنسان، والمساواة بين المرأة والرجل. وأرنو عبر الكتابة إلى صقل وجدان الكائن البشري بما يجعله رافضًا للظلم، محبًّا للعدل ومكافحًا من أجل العدالة والحرية والديمقراطية، ومن أجل تحرير وطننا من رجس الغزاة الصهاينة، وكل ذلك يتم التعبير عنه من دون مباشرة أو شعارات فاقعة، وبما يستجيب لشروط الفن ومتطلباته.
4 - كيف استطعت أن تكون مبدعا في ظل الوضع الفلسطيني الداخلي؟
ج4 / أنا بدأت الكتابة حينما كانت الضفة الغربية هي والضفة الشرقية لنهر الأردن تشكلان المملكة الأردنية الهاشمية. وقد كانت الضفة الغربية وقطاع غزة هما ما تبقى من فلسطين خارج الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بعد كارثة 1948 . آنذاك، كانت الحكومات الأردنية باستثناء فترة الحكومة الوطنية التي شكلها سليمان النابلسي في العام 1956 ، تحكم البلاد في ظل أحكام عرفية لا تعترف بحق التنظيم الحزبي ولا بحرية الرأي. وكانت الديمقراطية بعيدة المنال. في ظل تلك الظروف نشرت أولى قصصي في العام 1962 في مجلة الأفق الجديد المقدسية. وكانت مأساة فلسطين وما نتج عنها من تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين من وطنهم على أيدي الصهاينة المحتلين، هي التي استحوذت على اهتمامي. كذلك كان للفكر السياسي المدافع عن الفئات الاجتماعية الكادحة من عمال وفلاحين فقراء تأثير على قصصي التي صورت فيها معاناة هذه الفئات، ما جعلني منحازًا إلى كتابة القصة الواقعية التسجيلية والقصة الانتقادية في المراحل الأولى لرحلتي مع الكتابة.
ثم استمر ذلك مع التطورات اللاحقة للقضية الفلسطينية وتعقيداتها وملابساتها الناتجة عن تعقد الظروف التي مرت بها القضية، وخصوصًا حين وقعت هزيمة حزيران 1967 التي أدت إلى احتلال أرض فلسطين التاريخية كلها مع أراض عربية أخرى. آنذاك انصرفت لكتابة قصص يغلب عليها الطابع الوطني المعادي للاحتلال، المحفز على المقاومة. وإلى جانب ذلك برز في قصصي الجانب الإنساني المتعلق بهموم الإنسان الفرد وبالعلاقة الإنسانية بين الرجل والمرأة.
5- لم تُخف قلقك من الدم المُراق في فلسطين والعراق والصومال والسودان، هل هذا معناه أن همّ الأوضاع السياسية والاجتماعية للبلدان العربية يرافقك في سكناتك وحركاتك؟
ج5 / هذا صحيح. لقناعتي بأن أي تطور إيجابي في أي قطر عربي إنما يصب في خانة تقريب الفجر المنتظر لفلسطين الحرة المستقلة. وإن أي تطور سلبي في أي قطر عربي إنما يؤخر تحقيق الحلم الفلسطيني بالحرية والعودة والديمقراطية وتقرير المصير والاستقلال. ذلك أن فداحة الهجمة الصهيونية المدعومة من أمريكا وبعض دول الغرب الاستعماري إنما هي أكير من قدرة الفلسطينيين على مقارعتها والتصدي لها وحدهم، ولا بد لهم من إسناد عربي، لأن فلسطين هي قضية العرب والمسلمين وكل قوى السلام في العالم. وللأسف، فإن هذا الشعار الجيد لا يجد تطبيقه إلا بشكل جزئي في الواقع، مع اعترافي الواضح الصريح بأن الشعوب العربية الشقيقة متضامنة قولاً وفعلاً مع الشعب الفلسطيني، وهي لا تتأخر ولن تتأخر عن مساندته كلما استطاعت إلى ذلك سبيلا، لكنني أعرف أن لهذه الشعوب مشكلاتها ومعاناتها وقيود حياتها اليومية التي لا تمكنها من التعبير عن نفسها على نحو صحيح.
لذلك، يؤرقني ويثير انزعاجي ما يحدث في بعض البلدان العربية الشقيقة من مذابح ومن مجازر ومن تطاول على حق شعوبها في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة.
ج5 / هذا صحيح. لقناعتي بأن أي تطور إيجابي في أي قطر عربي إنما يصب في خانة تقريب الفجر المنتظر لفلسطين الحرة المستقلة. وإن أي تطور سلبي في أي قطر عربي إنما يؤخر تحقيق الحلم الفلسطيني بالحرية والعودة والديمقراطية وتقرير المصير والاستقلال. ذلك أن فداحة الهجمة الصهيونية المدعومة من أمريكا وبعض دول الغرب الاستعماري إنما هي أكير من قدرة الفلسطينيين على مقارعتها والتصدي لها وحدهم، ولا بد لهم من إسناد عربي، لأن فلسطين هي قضية العرب والمسلمين وكل قوى السلام في العالم. وللأسف، فإن هذا الشعار الجيد لا يجد تطبيقه إلا بشكل جزئي في الواقع، مع اعترافي الواضح الصريح بأن الشعوب العربية الشقيقة متضامنة قولاً وفعلاً مع الشعب الفلسطيني، وهي لا تتأخر ولن تتأخر عن مساندته كلما استطاعت إلى ذلك سبيلا، لكنني أعرف أن لهذه الشعوب مشكلاتها ومعاناتها وقيود حياتها اليومية التي لا تمكنها من التعبير عن نفسها على نحو صحيح.
لذلك، يؤرقني ويثير انزعاجي ما يحدث في بعض البلدان العربية الشقيقة من مذابح ومن مجازر ومن تطاول على حق شعوبها في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة.
6- حصلت سابقا على جائزة محمود درويش للحرية والإبداع، فهل تستشعر فعلا وجود حرية فكرية أم أن هناك قمعاً فكرياً؟
ج6 / أنا فخور بهذه الجائزة التي تحمل اسم الشاعر الكبير محمود درويش، وفخور بأن يرتبط اسمي باسم محمود درويش من خلال هذه الجائزة، حيث كنت أول كاتب فلسطيني يتشرف بالحصول عليها. وهي كما هو منصوص عليه في نظامها الداخلي مخصصة لكل مبدع فلسطيني أو عربي أو عالمي يتماثل نتاجه مع النتاج الإبداعي العظيم، شعرًا ونثرًا، لمحمود درويش في دفاعه عن القيم الوطنية والإنسانية وعن حرية الكائن البشري وعن حرية الأوطان وفي أولها فلسطين.
لذلك، أحرص في كتاباتي القصصية والروائية وفي كتاباتي المكرسة للأطفال على الدفاع عن الحرية وعن حق الإنسان في الكرامة وفي احترام إنسانيته. وبالطبع، ففي ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول صبح مساء تهويد القدس التي أعيش فيها، فليس ثمة حرية فكرية ولا حرية من أي نوع كان. وأنا أحرص في كتاباتي على فضح ممارسات الاحتلال ضد شعبي، من دون التفات إلى ما قد يجره علي ذلك من عواقب، فلدي الاستعداد الكافي للتضحية براحتي الشخصية من أجل الدفاع عن قناعاتي الفكرية والسياسية التي هي في المحصلة النهائية دفاع عن مصالح شعبي في الحرية والكرامة.
وفي ما يتعلق بالسلطة الوطنية الفلسطينية وبمدى توافر الحريات في حدود ولايتها الجغرافية المخترقة كل يوم بتدخلات المحتلين الإسرائيليين وتجاوزاتهم، فثمة هامش للحريات يتسع ويضيق بحسب الظروف وبحسب تقلبات هذه الظروف والتباساتها، وهو، أي هذا الهامش، يتأثر سلبًا بواقع الانقسام الذي طال أمده بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والذي تتحمل حركة حماس الجزء الأكبر من تبعاته. لكن هذا الانقسام لا يبرر اللجوء إلى التضييق على حريات المواطنين الذي تمارسه أجهزة السلطة في الضفة الغربية، وتمارسه أجهزة حماس في قطاع غزة.
ج6 / أنا فخور بهذه الجائزة التي تحمل اسم الشاعر الكبير محمود درويش، وفخور بأن يرتبط اسمي باسم محمود درويش من خلال هذه الجائزة، حيث كنت أول كاتب فلسطيني يتشرف بالحصول عليها. وهي كما هو منصوص عليه في نظامها الداخلي مخصصة لكل مبدع فلسطيني أو عربي أو عالمي يتماثل نتاجه مع النتاج الإبداعي العظيم، شعرًا ونثرًا، لمحمود درويش في دفاعه عن القيم الوطنية والإنسانية وعن حرية الكائن البشري وعن حرية الأوطان وفي أولها فلسطين.
لذلك، أحرص في كتاباتي القصصية والروائية وفي كتاباتي المكرسة للأطفال على الدفاع عن الحرية وعن حق الإنسان في الكرامة وفي احترام إنسانيته. وبالطبع، ففي ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول صبح مساء تهويد القدس التي أعيش فيها، فليس ثمة حرية فكرية ولا حرية من أي نوع كان. وأنا أحرص في كتاباتي على فضح ممارسات الاحتلال ضد شعبي، من دون التفات إلى ما قد يجره علي ذلك من عواقب، فلدي الاستعداد الكافي للتضحية براحتي الشخصية من أجل الدفاع عن قناعاتي الفكرية والسياسية التي هي في المحصلة النهائية دفاع عن مصالح شعبي في الحرية والكرامة.
وفي ما يتعلق بالسلطة الوطنية الفلسطينية وبمدى توافر الحريات في حدود ولايتها الجغرافية المخترقة كل يوم بتدخلات المحتلين الإسرائيليين وتجاوزاتهم، فثمة هامش للحريات يتسع ويضيق بحسب الظروف وبحسب تقلبات هذه الظروف والتباساتها، وهو، أي هذا الهامش، يتأثر سلبًا بواقع الانقسام الذي طال أمده بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والذي تتحمل حركة حماس الجزء الأكبر من تبعاته. لكن هذا الانقسام لا يبرر اللجوء إلى التضييق على حريات المواطنين الذي تمارسه أجهزة السلطة في الضفة الغربية، وتمارسه أجهزة حماس في قطاع غزة.
7- كمثقف وكاتب بماذا تصف الواقع الثقافي العربي؟
ج7 / هذا سؤال كبير يحتاج إلى تفصيل. إنما باختصار، فإن الثقافة في تجلياتها المختلفة تبدو أفضل ما هو متوافر وموجود في الواقع العربي الراهن، وهي تعلن عن حضورها بشكل خلاق رغم القمع الذي تمارسه السلطات الحاكمة في البلدان العربية بأشكال متفاوتة بين قطر وآخر، ورغم انكشاف هشاشة البنى الاجتماعية لغالبية البلدان العربية، حيث ما زالت القبلية والعشائرية تتحكم في مصائر هذه البلدان، وحيث ما زالت الدولة المدنية الحديثة حلمًا بعيد المنال، لأن غالبية هذه البلدان ما زالت تفتقر إلى البنى العصرية وإلى المؤسسات التي تحفظ التوازن وتنظم التنافس الديمقراطي المشروع داخل المجتمع، وتحمي التعددية والاختلاف وتصون الرأي والرأي الآخر، وتحفز ظهور الأحزاب السياسية التي من شأنها في حال قيامها بالتعبير عن مصالح الناس على نحو صحيح، أن تخلق مناخًا سياسيًّا قادرًا على جذب هؤلاء الناس إلى حقل السياسة، وفي هذا فرصة أكيدة لنشر الوعي، ولإقبال الناس على تداول منجزات الثقافة التي تعاني من العزلة ومن عدم الإقبال عليها بسبب الظروف الموصوفة أعلاه، رغم ما في هذه المنجزات الثقافية من فكر ثاقب ومن قيم نبيلة قادرة على تطوير مجتمعاتنا وتخليصها من التخلف والتعصب وضيق الأفق وغير ذلك من آفات.
ج7 / هذا سؤال كبير يحتاج إلى تفصيل. إنما باختصار، فإن الثقافة في تجلياتها المختلفة تبدو أفضل ما هو متوافر وموجود في الواقع العربي الراهن، وهي تعلن عن حضورها بشكل خلاق رغم القمع الذي تمارسه السلطات الحاكمة في البلدان العربية بأشكال متفاوتة بين قطر وآخر، ورغم انكشاف هشاشة البنى الاجتماعية لغالبية البلدان العربية، حيث ما زالت القبلية والعشائرية تتحكم في مصائر هذه البلدان، وحيث ما زالت الدولة المدنية الحديثة حلمًا بعيد المنال، لأن غالبية هذه البلدان ما زالت تفتقر إلى البنى العصرية وإلى المؤسسات التي تحفظ التوازن وتنظم التنافس الديمقراطي المشروع داخل المجتمع، وتحمي التعددية والاختلاف وتصون الرأي والرأي الآخر، وتحفز ظهور الأحزاب السياسية التي من شأنها في حال قيامها بالتعبير عن مصالح الناس على نحو صحيح، أن تخلق مناخًا سياسيًّا قادرًا على جذب هؤلاء الناس إلى حقل السياسة، وفي هذا فرصة أكيدة لنشر الوعي، ولإقبال الناس على تداول منجزات الثقافة التي تعاني من العزلة ومن عدم الإقبال عليها بسبب الظروف الموصوفة أعلاه، رغم ما في هذه المنجزات الثقافية من فكر ثاقب ومن قيم نبيلة قادرة على تطوير مجتمعاتنا وتخليصها من التخلف والتعصب وضيق الأفق وغير ذلك من آفات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق