الخميس، 10 مارس 2016

لا أحد




قصة: محمود شقير

         يعود إلى المدينة بعد غياب ممض، ليس ثمة من أحد، حتى الكلاب الضالة والقطط لم تكن هناك. دخل المقهى المضاء، ثمة فناجين قهوة لم يفرغ أصحابها من احتسائها بعد.
     صعد إلى الشقة المجاورة، بابها مفتوح، وثمة فردة حذاء عند الباب، تجول في أنحاء الشقة: عطر المرأة يفوح من زجاجة مفتوحة أمام المرآة، فتش خزانة الملابس لعل عشيق المرأة يختفي هناك، فلم يجد أحداً.
     بحث عن المرأة في المطبخ، تحت السرير، وفوق السطوح دون جدوى. تنقل من شقة إلى أخرى، فلم يعثر على أحد في المدينة كلها. افتقد الشرطي الذي اعتاد أن يحرس بناية البنك فلم يجده، بحث عن المخبر المسكين الذي لا يمل من مراقبة الخلق، بحث عنه ليدخنا سيجارة على الأقل، وليسأله عن حال المدينة بعد هذا الغياب، فلم يعثر عليه.
     في الصباح، عثر الناس على رجل فوق الرصيف ظل يبكي حزناً حتى الموت.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق