قصة: محمود شقير
تفرقوا أيدي
سبأ، يمضي
الطفل خلف
أمه متلكئاً، ولا
يصغي إلى
صوتها الملحاح، فهو
مشدود إلى
جمال الصخور
بتكويناتها العجيبة
التي تعيد
إلى الذاكرة
صور حيوانات
شتى.
ترتد
إليه الأم
معنفة، تشده
من أذنه
أمام الخلق
أجمعين، يمشي
خلفها حزيناً،
لم تعد
تستهويه الصخور
بأشكالها المتباينة، ينساب
في قلبه
إحساس بأن
ثمة منغصات
كثيرة تحجب
جمال هذا
العالم.
تزداد
شكاوى الأم
من طول
الطريق، ينطلق
صوتها ملعلعاً، يقترب
الطفل من
أمه، يلتقط
يد أخته
الصغيرة، يقتادها
عبر دروب
متعرجة، ويدرك
أنه يكبر
قبل الأوان.
كانت تلك
خطواته الأولى
بعيداً عن
الوطن، ولم
يعرف معنى
ذلك إلا
فيما بعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق