قصة: محمود شقير
إنه آذار، مطر دافئ وشمس حنون، وها هي
ذي ساعة صحو لذيذة. تدعي البنت أنها خارجة لجمع الفطر من تلة الربيع، فلا تعترض
الأم التي لا تكف عن قراءة التعاويذ.
يأتي
إلى الموعد
من الجهة
المقابلة فتى
وسيم، تركض
أمامه ثلاث
عنزات وجدي
رضيع، وعلى
التلة يجلسان،
يفرش تحتها
معطفه الخَلَق، يقدم
لها ضمة
من زهر
الحقول لعلها
تكف عن
الخجل.
يتلهيان
بمتابعة الحلزونة التي
تزحف بالقرب
منهما، وعلى
ظهرها صدفتها
الوحيدة، يتساءلان عن
الجهة التي
ترحل إليها،
فيعروهما قلق
خفيف.
تخرج
من بيت
بعيد، جنازة
الرجل الذي
عاش مائة
وعشرة أعوام،
يهطل المطر
الدافئ من
جديد، تتسارع
خطى الجنازة، تختبئ
الحلزونة داخل
الصدفة، أما
البنت التي
أشعلها المطر،
فقد استلقت
فوق معطف
الفتى مثل
أرض عطشى
رحيبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق