*محمود شقير
ثلج.. ثلج متراكم في الطرقات وعلى أبواب البيوت. تيبست أطرافه، وأدرك أن أحداً لن يشهد عذابه الأخير.
بعد يومين، تطوع أربعة من الجيران لأداء الواجب، لم يغسلوا جثته، لم يكفنوه، حملوه في بطانية وجدوها فوق جسده المتخشب، ساروا في طريق يغطيه الثلج، إنها تضحية صغيرة، يؤكدها البخار المتدافع من حلوقهم.
وصلوا المقبرة، حاولوا أن يحفروا حفرة، تشنجت أكفهم من لسعات البرد، كفوا عن الحفر، تبادلوا نظرات صامتة، ثم أزمعوا على الدخول في المؤامرة، سجوا الجثة على وجه الأرض وأهالوا فوقها ركاماً من ثلج.
حينما ذاب الثلج، انكشفت الجثة في العراء، فاحت الرائحة، وعاشت القرية دهراً من ندم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق