السبت، 9 أبريل 2016

تفاصيل






قصة: محمود شقير


       تحدثه عن أفراد أسرتها واحداً واحداً وهو يصغي باهتمام. أمها التي ثكلت زوجها مصابة بالربو وبحساسية في الأنف، تعطس بدون مناسبة في كل الأوقات. أختها الصغرى التي ودعت عامها الرابع عشر تقضي كل وقتها مع كتبها المدرسية، وتصلي لربها على نحو متقطع في بعض الأحيان. أخوها الذي يعمل تاجراً في سوق القماش أحب امرأة جاءته مرة للشراء، غير أن حبهما بعد أشهر مات. أختها التي تصغرها بأربع سنوات تدرس الفلسفة في جامعة بعيدة، وتحلم دوماً بفتى لا يخون، هكذا تكتب لها في رسائلها، وتتمنى أن تصبح كاتبة ذات شأن.
       تحدثه عن كل التفاصيل، وتقول إنها حزينة لأن الأسرة لا تلتئم إلا نادراً على مائدة العشاء، ثم تطفر من عينيها الدموع وهي تتذكر أباها الذي مات قبل أن يشبع من الحياة.
       ويفترقان، فيعتريه الهم لأن للمرأة التي تبوح له بكل شيء، قلباً قد ينفطر إذا ماتت الأم بغتة، أو رسبت الأخت الصغرى في الامتحان، أو وقعت البنت الأخرى التي تدرس الفلسفة في قبضة فتى خوّان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق