الاثنين، 11 أبريل 2016

المضيفة



قصة: محمود شقير


       يحدث الأمر صدفة كما في القصص والحكايات، يصحو على صوت المضيفة وفي يدها الرقيقة فنجان قهوته، يطري على جمالها الذي تسلل إلى قلبه دون مقدمات، يحمرّ خداها من فرح، لأنها في تلك اللحظة، كانت تشكو من سأم، وتنتظر من يبادلها كلاماً نابعاً من القلب، فقد ملّت حديث المجاملات.
       تهبط الطائرة في المطار، يشعر أن العواطف التي تتشكل فوق الغيوم قد لا تصمد بالضرورة أمام وطأة الممرات الصقيلة وعيون المستقبلين وإجراءات الجمارك وغيرها من إجراءات.
       ينتظر حقيبته قرب الشريط الدوّار، وتأتي المضيفة مثل بقية الركاب لانتظار حقيبتها، ترنو إليه بنظرة فيها الكثير من المعاني، فهي ذاهبة الآن إلى الفندق، وأمامها ليل طويل يفصلها عن رحلة الصباح.
       تستغرقه إجراءات الخروج من المطار، فلا يجد على شفتيه وهو يداري حرجاً كاسحاً- سوى بضع كلمات عابرة يقولها لها لكي تمضي بعيداً عنه إلى حيث لا يدري ولا يهمه لحظتها أن يدري.

       فتمضي، ويغادر هو المطار، ثم يصحو فجأة وهو بين الصحب والأهل- على ندم حارق، لأن عيني المضيفة وهي تمضي، كانتا تنوءان بفيض لا حدود له من مرّ الكلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق