بقلم: إبراهيم جوهر
في قصصه القصيرة التي حملت عنوانا شاملا هو "سقوف الرّغبة" يواصل الأديب المجدّد "محمود شقير" مشروعه في تطوير أسلوب القصّ بشخصياته ولغته وبيئته المكانية التي صارت هنا في الحلم بعيدا عن الواقع وإن كانت تنطلق منه لتعود إليه. والقارئ الفطن سينتبه لموضوعة "الحلم" التي قادت شخصياتها لتقول وتبوح وتتحاور.
لقد كتب الأديب "محمود شقير" قصصه في هذه المجموعة بمستويات قرائية ثلاثة:
المستوى القريب للّغة، يليه المستوى البعيد ثم الأبعد دافعا قارئه للتحليل والوقوف عند المعاني المتوارية تلك التي لا تطلّ برأسها لتسلمه نفسها من الوقوف عند قشرة الكلمة والعبارة.
"ليلى" و "قيس" أخذا الحظ الأوفر من قصص المجموعة، ثم الببغاء والكهل الوحيد.
وبرزت "ليلى" و"قيس" في علاقة غريبة محيّرة فلا الحلم حقيقة ولا الزواج قائم فعلا ولا الحياة مستقرّة منتظمة الإيقاع بل التوتّر والقلق والرهبة من الطريق والجنود والتوقيف يمنع تلك العلاقة المعوّض عنها بالحلم.
تظهر الأحلام بطلا في قصص شقير وهي تزور شخصيتيه الرئيستين: ليلى وقيس.
والحلم عند الكاتب هو حلم يعبّر عن رغبة بحياة واستقرار وامتداد، لأن الواقع يمنع ذاك الانسجام المرغوب فيه.
وقد جاءت لغة الكاتب شعرية الإيقاع تشير إلى حالة الشوق والرّغبة والحياة.
في "سقوف الرّغبة" يقدّم "محمود شقير" قصصا تأخذ من الشّعر روحه وإيحاءاته، ومن القدس – الوطن ميدانا ينتظر اكتمال الحلم وتحقّقه، فـ"ليلى" هي القدس، و"قيس" هو ابنها أو عشيقها. وما هذا الانتظار الملحاح وذاك الحلم دائم الحضور سوى دليل على مواصلة التّمسّك بالحلم الباقي في الحرية والحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق