الثلاثاء، 21 مارس 2017

رحيل




قصة: محمود شقير 




       تخرج من تحت الماء على صافرة السفينة وهي تهذي: لو أن المدينة بلا ميناء. ترتدي فستانها فوق اللحم على عجل، تركض في الشارع المليء بالأنقاض ودم الضحايا الذي جففته الشمس وهواء البحر المالح، فقد ذكرتها السفينة أن موعد رحيله القسري قد حان.
       يركض مبتعداً عن الميناء، وسط دهشة المقاتلين وحزن النسوة في الشرفات، يركض وهو يهذي باسمها البريء، فقد جاء هذا الرحيل قبل الأوان.
       تنوح صافرات السفن وهو مختبىء في ظل صدرها، تهديه خصلة من شعرها، ثم يتعاهدان على اللقاء بعد انتهاء الحروب.
       ها هي ذي السفينة تمضي به فيما تنتظره حرب لا يدري بها، حرب ليست هي الأخيرة على أية حال.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق