الجمعة، 16 ديسمبر 2016

مدى


قصة: محمود شقير 

تبهره أمسيات الشتاء، يطير قلبه مع الغيوم وهي تسبح طليقة في مدى كوني فسيح، تتلوى في قلبه القيود، يكتئب، يخطو إلى البار، يشرب خمراً رديئة، تنكسر القيود في مدى البار العابق بالدخان والقهقات، يشعر أنه قريب من لحظة يشتهيها، تساوره الرغبة في الرقص، يرقص، ويخور كالثور.
       يعيدونه إلى المائدة مكرهاً، يحكمون عليه الحصار، فيبكي صارخاً: حتى هنا يا أوباش!
       ينهمك في تعاطي خمرته، يشعر أنه بعيد عن اللحظة التي يشتهيها، ينهض متثاقلاً ويغادر البار.
       تستقبله ريح ماطرة وشارع تلتمع على صفحته أضواء كابية، يمضي على مهل غير عابىء بالريح والمطر، يبصر شرطياً متدثراً بمعطفه تحت إحدى الشرفات. يسترق النظر إلى وجه الشرطي: إنه يعد عليه خطواته. تشتعل في قلبه حالة صحو حارقة، ويغذ الخطى إلى بيته البعيد الغارق في الظلام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق