الجمعة، 2 ديسمبر 2016

انسجام



قصة: محمود شقير 


سيد البيت الذي يناقَشُ فيه مصير العالم، بعد أن انتهى هو ومساعدوه من بحث أهم القضايا الساخنة هنا وهناك، غادر مكتبه قبيل منتصف الليل، يبحث في البيت الفسيح عن السيدة الأولى التي لم يرها منذ حلّ المساء.

بحث عنها في قاعة الطعام، حلبة الرقص، صالة السينما، بركة السباحة الشتوية، حمامات البخار والمياه المعدنية، أخيراً عثر عليها في حوض الاستحمام المرصع بالماس، وقد تعرّت وغمرت جسدها إلى أعلى العنق في الحليب المعقم الخالي من الإشعاع النووي طبعاً، طلباً للنوم اللذيذ، وصفاء البشرة أمام أعين الصحافيين وكاميرات التلفاز.

سيد البيت إياه، بعد أن أخبر السيدة الأولى بقرار الحرب في أميركا الوسطى والشرق الأوسط فلم تكترث بتاتاً، روى لها آخر نكتة بذيئة سمعها من أقرب مساعديه، ثم مضى متهدلاً إلى سريره مثل قتيل، فيما السيدة الأولى تملأ البيت بضحك مغناج، كما لو أنه يدغدغ جسدَهَا دون هوادة، دفقُ الحليب.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق