*محمود شقير
تخلع فستانها، فيأتيها جامحاً كالحصان، يمضيان الليل
ساهرين، يتسليان أحياناً بتعداد النجوم من نوافذ الصيف المشرعة.
كان ذلك في
الأشهر الأولى، والبيت بلا أولاد، ورغيف الخبز يكفي اثنين: رجلاً وامرأة.
تخلع
فستانها، فيزدريها، ويغط في سبات ثقيل، فالبيت غاص بأولاد يتقلبون في فراشهم،
ورغيف الخبز ما عاد يكفي، فقد أصبحوا رجلاً وامرأة وسبعة أولاد.
تلتجىء إلى
المحكمة، فيلتقيها على الباب، هي ببؤسها الذي تغطيه بحجاب، وهو بسحنته التي عبث
بها الشقاء أيما عبث.
يقول أهل
المعروف: الصلح سيد الأحكام. يشتعل قلبها شوقاً ورجاء، لكنه يظل مكفهراً حانقاً
وتستعطفه: رحمة بأولادك.
يمزق
الحجاب عن وجهها، يصفعها، يسيل الدم من زوايا فمها، وتبكي.
كان ذلك في
صباح خريفي، والريح تعبث بالأوراق المتساقطة وباب المحكمة لم يفتح بعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق