قصة: محمود شقير
بيتها في الطابق السادس عشر. في فضاء النافذة التي
تستقبل ليل المدينة يقفان، والمرأة تتأسى على حياتها، لأن الرجل الذي يلف ذراعه
حول خصرها الآن، سيمضي غداً مخلفاً وراءه قبضة من ذكريات، والرجل الآن في غاية
النشوة لأنه مولع بهذا النمط المملوء بالأسى الشفيف من النساء.
والمرأة
تحصي في ذاكرتها كل الرجال الذي وقفوا في هذه النافذة وقتاً ثم مضوا، فتأكل
أعصابها الوحدة التي لم تتفاقم في قلبها من قبل مثلما هي الآن.
والرجل
الذي سيمضي في الغداة لا يرضيه توقف الموسيقى المفاجىء، يستدير نحو الجهاز، يشغل
اسطوانة الدانوب الأزرق للمرة السابعة، ثم يعود إلى النافذة ليكتشف في دهشة طاغية
أن المرأة قد مضت، إذ لم تعد موجودة هناك في الموضع الذي كانت تقف فيه قبل لحظات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق