الجمعة، 16 يونيو 2017

عتبة




قصة: محمود شقير


       البيت القديم ما زال يصارع الزمن الغشوم.
       الأشكال الفنية التي رسمها بفرشاته ذلك الدهان السكير، ما زالت تتحدث بإخلاص عمن أنجزها بمزاج رائق، قبل خمسين سنة أو أكثر قليلاً. ولم تقلل من قيمتها، الرطوبة اللعينة التي غزت الجدران، وجعلت بعض الرسومات تبدو كأنها آثار أمة بائدة.
       الدهّان مات قبل سنوات عديدة،
       ولم يعد أحد يذكره إلا لماماً، وبالذات، حينما يجتمع الأبناء في بيت العائلة، الذي لا يعمره الآن سوى الرجل العجوز وامرأته.
       هذا المساء،
       يجلسان في البيت وحدهما، يشربان شاياً بالنعناع، والموت يقعي على عتبة الباب مثل كلب هرم لا يقوى على النباح. يتوهمان أنهما سمعا صوتاً عند العتبة. يتساءلان في وقت واحد تقريباً: من هناك؟
       لكنه من شدة مكره لا يجيب.
       وهو ما زال يقعي على العتبة، دون أن يفصح عن غايته من المجيء.
           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق