قصة: محمود شقير
عربات
الترام المتجهة
نحو المحطة
الأخيرة في
الحي البعيد،
يصطك
حديدها عند
المنعطفات، فيصدر
أصواتاً كالعويل.
تقف
المرأة في
الطابق السابع،
تتأمل العربات
في الليل
الموحش، فلا
ترى عبر
نوافذها المضاءة
سوى حفنة
من الركاب
الغامضين ،
يعتريها إحساس
بأن في
هذا الكون
خللاً ما.
يقف
الرجل في
الطابق السادس
يتأمل العربات، ولا
يعرف أن
المرأة تشاطره
الإحساس نفسه.
يبكي الطفل
في الطابق
الأرضي، فلا
تأتيه أمه
كعادتها، لأنها
في الحمام،
تفرك جسدها
بالماء الساخن
والصابون، احتفاء
بزوج لا
يجيء.
والعربات في
الخارج تنتظر
الركاب، فلا
يأتون في
مثل هذا
الوقت من
الليل.
تعود إلى قلب المدينة يملؤها العويل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق