الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

طفل




قصة: محمود شقير

يجلس على كرسيه الصغير مثل حراس البنايات، يرقب الشارع والناس. ولا يستطيع أن يمد ناظريه بعيداً، لأن العالم ما زال لغزاً محيراً، وهو لا يطمئن إلا حينما يراها مقبلة من نهاية الشارع الغامض.
       يركض نحوها، فتركض نحوه كيلا تدوسه سيارة طائشة، تحتضنه، وتصعد به إلى غرفتها، تقدم له الحلوى التي خبأتها في حقيبة يدها، تسأله في مداعبة: هل تحب أمك؟ يقول: لا. تسأله: هل تحبني أنا؟ يقول: لا، لأنه لا يدرك بعد معنى الكلمات. هل تحب أحداً في هذا العالم؟ يقول: لا.
       تخلع فستانها وهو يرمق جسد الحليب، تنام في السرير وهو إلى جوارها من جهة القلب، تتسلى بقراءة كتاب وهو يراقبها في حيرة، لأنه لا يعرف القراءة بعد، ثم يغفو على صدرها حتى الصباح في انتظار أمه التي خرجت ولم تعد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق