قصة: محمود شقير
ذوو الياقات البيضاء، ملأوا الصالة المزدانة بالثريات،
هم وزوجاتهم المتبرجات اللواتي عبأن فضاء الصالة بالبهجة والرواء، فيما روائح
العطور التي أتقنّ اختيارها لهذا المساء تعبق في المكان.
ذوو
الياقات البيضاء كلهم جاءوا للتفرج على فرقة الفنون الشعبية التي وفدت إلينا من
بلد صديق كما هي العادة في مثل هذا الوقت من كل عام.
وكما يحدث
دوماً فإن الوحيد الذي لم يجىء هذا المساء للتفرج على الفرقة، هو الفلاح الذي
انتهى لتوه من حلب البقرة الأولى والأخيرة في حظيرة بيته، ثم أخلد للنوم قرب زوجته
التي تفوح من شعرها وثوبها الخلق رائحة الحقل، دون أن يفطن إليهما – واأسفاه –
أحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق