قصة: محمود شقير
الغرفة
الصغيرة المؤثثة
بأثاث قديم،
فقدت الرجل
منذ أيام
ثلاثة.
الرجل
خرج في
الصباح دون
أن يتناول
طعام الفطور.
اكتفى بفنجان
قهوة وسيجارة.
لم يرتب
سريره، ولم
يفتح الستارة
كي تدخل
أشعة الشمس
من النافذة.
الرجل
مضى دون
أن يقول
شيئاً لخزانة
الثياب، أو
لأي من
كتبه المكدسة
على الرفوف.
الكتب تتشاور
في ما
بينها، تحدق
بنزق في
المجلة التي
كانت بين
يدي الرجل
وهو في
سريره قبل
أن ينام،
والمجلة تسترخي
في السرير
مثل امرأة
ماكرة، ولا
تبوح بأي
شيء للكتب
التي اعتراها
القلق.
الخزانة
تهم بأن
تسأل الستارة
عما حدث،
والستارة تهم
بأن تسأل
الباب، والباب
لا يبدو
معنياً إلا
بشيء واحد:
أن يظل
متماسكاً كي
يحمي الغرفة
من أي
اقتحام.
والصمت
ينكسر، قبضات
كثيرة تدق
على الباب،
والباب يقاوم
القبضات، أرجل
كثيرة تضرب
الباب، والباب
ينخلع، والجنود
الغرباء يقتحمون
الغرفة، يفتشون
خزانة الثياب،
ينعفون الكتب،
يمزقون الستارة، يقلبون
الفراش، ويلقون
بالمجلة في
سلة المهملات.
والجنود يغادرون
الغرفة، وخزانة
الثياب تبكي،
والمجلة ترتجف،
والباب منذهل،
والرجل الآن
في المعتقل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق