*قصة: محمود شقير
صاحب الحمام القديم، تأتيه النسوة
الشابات من كل أحياء المدينة، يدخلن حمامه مقابل بضعة دريهمات، يتعرين في حمامه،
يشهقن تحت الماء المندلق من الحنفيات، يتصايحن بدلال، يتراشقن بالماء، يقطعن
الممرات اللزجة وهن في كامل عريهن، تترجرج أجسادهن دون حرج، يتمددن فوق البلاط
الساخن في استرخاء تام.
ينهضن
بعد وقت،
يرددن بعض
أغانٍ سمعنها
من قبل
في المذياع، يرتدين
ملابسهن، يمشطن
شعورهن، ثم
يخرجن عائدات
إلى بيوتهن
باحتشام.
يحدث ذلك كله، وصاحب الحمام يجلس بتثاقل
فوق كرسي من القش، يحتسي قهوته المرة، ويتبادل حديثاً باهتاً، مع بائع الصابون
الذي لا يفارق مدخل الحمام منذ أعوام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق