الخميس، 5 أبريل 2018

أسى

   


 قصة: محمود شقير

  قال وهو يسعل في فضاء غرفته الباردة: لولا أنها تزوجت من صديقي لتزوجتها. قال ذلك بصوتٍ عالٍ لاعتقاده أنه يتحدث إلى عدد من أصدقائه الذين عرفهم طوال سنوات، غير أنه كان يحدث نفسه، إذ لم يعد يزوره أصدقاؤه بعد أن تخلوا عنه واحداً إثر آخر.
       قال: كنا نحبها معاً، ونشتهي دون مواربة جسدها الريان. نتحدث عن كنوز جسدها، كلما خطرت بالبال.
       كانت تغمز لي بعينها كلما رأتني، وتغمز لصديقي بعينها كلما رأته. كان صديقي أبرع مني في اغتنام الفرص. فاتحها بأمر حبه لها، اتفقا على الزواج، فتزوجا وأنجبا عدداً من البنين والبنات.
        في تلك الأثناء تزوجتُ عدة زيجات انتهت كلها بالطلاق لهذا السبب أو ذاك.
        قبل أيام، ذهبت إليها أعرض عليها الزواج بعد ثلاثة أشهر من وفاة زوجها، الذي لم يزهد في صداقتي إلا قبل عام.
       قال: رفضتني لأنني _ كما قالت _ أذكرها بعهد الشباب الذي ولى وغاب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق