قصة: محمود شقير
اليوم الأول من أيام العام الجديد.
اليوم الأول من أيام العام الجديد.
السماء
مجللة بالغيوم، والرجل
واقف في
النافذة بعد
ليلة من
الأرق، يتأمل
عبر فضاء
النافذة : شجرة
الليمون التي
ما زالت
غضة الساق،
المرأة التي
تلم الغسيل
عن سطح
البيت، خشية
من مطر
مرتقب، البنت
التي تتدثر
بمعطف أحمر
وهي تتمشى
في فناء
قريب، منكبة
على كتابها
المدرسي استعداداً لامتحان
منتظر، الجبل
المتجهم في
الجهة المقابلة دون
أن يفصح
عن أسباب
تجهمه، مبنى
الجامعة المحاط
بشجر كثيف،
البلدة المجاورة التي
تعلو بيوتها
مئذنة الجامع
الوحيد، طرف
المستوطنة التي
تتمدد على
أرض البلدة
ذات الجامع
الوحيد، المدى
الجغرافي الموغل
في الاتساع، سلسلة
الجبال البعيدة
القاتمة، وخلفها
المدينة التي
عاش فيها
الرجل خمس
عشرة سنة،
وفيها المرأة
التي أحبها
وتزوجها سراً،
دون أن
تعلم زوجته
الأولى، ثم
افترق عنها
لأسباب عديدة،
وفيها الطفلة
التي أنجباها، وبقيت
هناك في
رعاية أمها
التي تزوجت
من جديد.
والرجل
يغادر النافذة
غير راغب
في مزيد
من الذكريات، يجلس
في صالة
البيت، يشرب
قهوته على
مهل، يرفع
سماعة الهاتف،
وينتظر لكي
يسمع صوت
طفلته قادماً
من بعيد.