قصة: محمود شقير
تصحو
المرأة من
نومها متأخرة.
فقد
سهرت طوال
الليلة الماضية، مع
الصديقات والأصدقاء، بمناسبة
عيد ميلادها
الأربعين.
تنهض
من سريرها، تتجه نحو
الصالة وهي
تشعر بالغثيان، ولا
تروق لها
الفوضى التي
خلفتها ليلة
البارحة، في
الصالة التي
تفتقر الآن
للنظام. كان
لا بد
من إزاحة
الكراسي والكنبايات، لإيجاد
حيز معقول
للراقصين والراقصات.
رقصت
المرأة باندفاع
وسط إعجاب
الجميع، ثم
انطرحت في
فراشها متعبة،
بعد أن
ودعتهم عند
الباب.
الآن،
عليها أن
تعيد الكراسي
والكنبايات إلى
وضعها السابق،
وعليها أن
تحضر سلة
النفايات، لتفريغ
المنافض الزجاجية من
أعقاب السجاير
ومن قشور
الفستق، وعليها
أن تخفي
زجاجات البيرة
الفارغة عن
أعين الجيران.
والمرأة
الآن، تجلس
فوق إحدى
الكنبايات، تضع
ساقاً على
ساق، تضرب
بقدمها الترابيزة دون
قصد، تسقط
من فوقها
زجاجة فارغة،
تحدث في
فضاء الصالة،
وهي تنكسر،
ضجيجاً لا
تحتمله المرأة،
ولا تحتمل
في الوقت
نفسه، التفكير
بأن كل
ما جرى،
الليلة الفائتة، من
صخب فتَّان،
قد أصبح
ملكاً للماضي
الذي يوغل
كل لحظة
في الابتعاد.