*قصة: محمود شقير
وحده
في البيت، والليل لا
يسمح بأي
تواصل، والمطر
ينقر زجاج
النافذة دون
انقطاع. وهو
وحيد، وأخته
التي ماتت
البارحة بعد
مرض عضال،
تنام في
قبرها ولا
تسمع صوت
المطر، وأمه
تنام في
بيتها المنعزل
، أو
ربما هي
لا تنام
، ولعلها
جالسة في
فراشها تبكي
ابنتها المتوفاة.
وأخته
الأخرى تنام
الآن في
بلد بعيد،
أو ربما
لم يعرف
النوم طريقه
إلى جفنيها.
أخبرها على
الهاتف وهو
يشرق بدموعه،
أن أخته
ماتت. بكت
الأخت الأخرى
وحمل الهاتف
إليه صوت
البكاء. بكت
لأن أختها
لم تظفر
طوال حياتها
بزوج وأطفال.
وأبوه يلملم
عظامه ويصحو
على ابنته
التي دفنت
إلى جواره، يسألها عن
الأهل والأحباب، فلا
تجيبه لأنها
ما زالت
تحلم بأنها
لم تتحرر
بعد من
مرضها العضال.
وهو
الآن وحيد،
يشفق على
والده الذي
لا يعرف
أن العائلة
تمزقت من
بعده، ولم
يعد أحد
فيها يلتفت
إلى أحد
إلا حينما
يحضر الموت.
والوالد يلح
على ابنته
المتوفاة بالسؤال، وهي
لا تجيبه
لأنها تريد
أن تمارس
موتها مثلما
تشاء.
والمطر
الذي ينقر
الزجاج يتوقف
بغتة، وهو لم
يعد وحيداً
في هذا
الليل الجائر، فها هو
ذا والده،
يقترب منه
بغتة، يربت
على كتفه
برفق، ويجلس
على الكنبة
إلى جواره
حتى الصباح
.