قصة: محمود شقير
ماتت
الأرملة.
ماتت
بعد ستين
سنة من
رحيل زوجها
الحبيب.
صبرت
الأرملة على
مصابها عشر
سنوات، لم
يتقدم لها
الخطاب لطلب
يدها من
جديد، ربما
لأن لديها
أربعة أطفال،
وربما لأن
ثمة أسباباً
أخرى.
جاءها
العشيق دون
مقدمات، كان
شاباً وسيماً
يصغرها بخمس
سنوات. رأته
وهي تنشر
غسيلها على
السطح القريب،
كان في
عينيه ظمأ،
وفي عينيها
ظمأ.
لكنه،
بعد أقل
من سنة،
مات.
قبل
موتها، رأت
نفسها في
حلمها الأخير
وهي تخرج
متوكئة على
العصا نحو
السطح القريب،
رأت شابين
يجلسان على
الحافة الملساء، تتعرف
عليهما في
الحال، تهم
بدعوتهما لاحتساء
القهوة، وللتحدث، في
حياد تام،
عما فات.
غير
أنها تقلع
عن ذلك،
وتعود إلى
سرير موتها،
وهي تسمع
الشابين يسألانها في
وقت واحد
تقريباً: هل
بوسعنا أن
نقدم لك
خدمة ما،
أيتها الجدة
الطيبة؟