قصة: محمود شقير
الحافلة
تسير.
تقطع
السهول الفسيحة
الغارقة في
الظلمة.
تجتاز
أراضي الهنود
الحمر الذين
لم يعد
لهم أثر،
بعد أن
أبادهم المهاجرون الجدد.
أنظر
إلى ركاب
الحافلة، أتفحصهم
في الضوء
الشحيح المنبعث
من سقف
الحافلة، أتفحصهم
كما لو
أنني مسؤول
الرحلة: بعضهم
غارقون في
النوم، وبعضهم
يتناولون طعاماً
خفيفاً أو
فاكهة، والبنت
التي في
المقعد المجاور
لي، تثرثر
مع امرأة
بدينة في
المقعد الذي
يلي مقعدها،
تثرثر ثم
تمعن في
الضحك، وأنا
أتأمل الركاب
كما لو
أننا أفراد
عائلة واحدة
تمضي في
الظلمة الممتدة
إلى غايات
مختلفة.
البنت
تكف عن
الثرثرة مع
المرأة البدينة
ثم تنام.
يميل
رأسها نحو
كتفي، يستقر
هناك دون
استئذان، ينتشر
شعرها على
صدري وقريباً
من وجهي،
لكنني أحاذر
من
ملامسته، رغم
رغبتي الخفية
في ذلك،
لأننا لسنا
أفراد عائلة
واحدة، ولأنني
هندي أحمر
على أية
حال.