قصة: محمود شقير
فوق قمة
جبل بعيد لم تصله الدول والحكومات ورجال الحدود بعد، يشيدان كوخهما الصغير، ولا
يملكان سوى كتاب وحفنة طحين ودفء في العيون.
في الصباح،
تشعل المرأة النار في الحطب من أجل رغيف ساخن، ثم تجلس قرب الرجل يأكلان الرغيف،
وينظران إلى البعيد حيث الشعوب تشقى وتكد.
يؤرقهما
الشعور بالذنب، ويتفقان على مغادرة الجبل كيلا يتهمهما أحد بالإفتقار إلى النوايا
الطيبة، غير أنهما يفاجآن في الصباح التالي برجال الحدود وقد نصبوا الحواجز،
وأقاموا بناية تهتم بشؤون المغادرين والقادمين، تماماً بالقرب من كوخهما الوحيد
فوق قمة الجبل البعيد.