الاثنين، 24 أبريل 2017

بلاد



قصة: محمود شقير


       فوق قمة جبل بعيد لم تصله الدول والحكومات ورجال الحدود بعد، يشيدان كوخهما الصغير، ولا يملكان سوى كتاب وحفنة طحين ودفء في العيون.
       في الصباح، تشعل المرأة النار في الحطب من أجل رغيف ساخن، ثم تجلس قرب الرجل يأكلان الرغيف، وينظران إلى البعيد حيث الشعوب تشقى وتكد.
       يؤرقهما الشعور بالذنب، ويتفقان على مغادرة الجبل كيلا يتهمهما أحد بالإفتقار إلى النوايا الطيبة، غير أنهما يفاجآن في الصباح التالي برجال الحدود وقد نصبوا الحواجز، وأقاموا بناية تهتم بشؤون المغادرين والقادمين، تماماً بالقرب من كوخهما الوحيد فوق قمة الجبل البعيد.



الاثنين، 17 أبريل 2017

هموم



قصة: محمود شقير



       يقصد بيتاً لا يعرفه، يتوقع أناساً لم يجالسهم من قبل، تفتح البابَ امرأةٌ تدعوه إلى الدخول بلهفة أم، وهي ترى قميصه المشجّر يلتصق بعظام صدره تحت وقع المطر.
       ترمقه وهو يجفف نفسه صبيةٌ لم تيأس بعد من اعتقادها المضني، بأن الحبيب قد يأتي ذات مساء على صهوة جواد أبيض، او قد يدلف إلى حضنها مثل عصفور مثقل حتى الإعياء بحبات المطر.


الأربعاء، 12 أبريل 2017

سكون




قصة: محمود شقير 




       حدثها فيما يشبه الهمس بأنه لم يخرج إلى العالم الفسيح، لأن الرجال الجالسين في غرف مكيفة الهواء، المنهمكين في مهمات غامضة، لم يرق لهم أن يروه طليقاً في الدروب البعيدة.
       ها هو ذا يجيء إليها، يحمل تحت إبطه زوادته، ويتأهب للسفر عبر طرقات كفّها الصغيرة، فيما قمر الخريف يرقبهما من علٍ، مثل دمعة قد تسقط على المدى الساكن، بين لحظة وأخرى، محدثة ضجيجاً تنفطر له أقسى الأفئدة.


الاثنين، 3 أبريل 2017

يوم أحد عديم البهجة



قصة: محمود شقير

إنه يوم الأحد، تستحم بماء دافىء، تتناول جرعة من دوائها المهدىء للأعصاب، ثم تخرج إلى النادي وفي يدها كتاب، تقرأ فيه صفحة أو صفحتين ريثما يأتي.
       إنه يوم الأحد، يخبىء الجريدة السرية في جيب قميصه، يخرج إلى النادي وفي يده كتاب يقرأ فيه سطراً أو سطرين ريثما تأتي.

       إنه يوم الأحد، كل منهما يحاول أن يسبق الآخر إلى النادي، غير أنهما لا يلتقيان.