الجمعة، 17 فبراير 2017

الحكاية






قصة: محمود شقير 


تخرج من رطوبة البيت وفي يدها قفص الببغاء، تضعه فوق رفراف النافذة في شمس آذار البهيجة، ترش العلف على الأرض الملساء لطيور الحمام، تجمع البيض البلدي من قن الدجاج، دون اكتراث لصياح الديك، ثم تمضي إلى حيث تتجمع النسوة الشهوانيات، تروي لهن الحكاية إياها:
       "كيف انحسر الثوب عن فخذها وهي تصعد إلى ظهر الحصان خلف زوجها الذي دعاها إلى الركوب خلافاً لكل تقاليد القبيلة، كيف أخفت فخذها عن الأعين المشبوبة، فيما زوجها الفارس يرخي لحصانه العنان، فينطلق عدواً في السهول الخصيبة، كيف دقت عنق الزوج الفتي، كيف رُضّ ساق المرأة الفضي، بعد أن سقطا عنوة عن ظهر الحصان".


الاثنين، 13 فبراير 2017

معاناة






قصة: محمود شقير 


الرجل الذي هاتف كل أصدقائه هذا الصباح، ثم زارهم واحداً واحداً، وهنأ نفسه أمامهم لأنه محظوظ بصحبتهم، ثم هنأهم أمام زوجاتهم، لأن لهم زوجات رشيقات وأطفالاً لطفاء، الرجل الذي يغبطه الكل على هذا الحشد الذي له من كرام الأصدقاء، الرجل الذي يغبطه الأصدقاء على هذا التوازن والقدرة على احتمال الشقاء، الرجل الذي لم يجد أحداً من حوله في أول هذا المساء، بكى من فرط وحدته، بكى من ألم غامض في الروح، بكى خلسة لأن حزن أصدقائه بحاجة إلى أصدقاء أقوياء.

الأربعاء، 8 فبراير 2017

نزهة




قصة: محمود شقير 




       يجربون غرائزهم المنفلتة في حيطان البيوت وأجساد النساء، يقتلون ويدمرون كل شيء. ولا تطمئن ضمائرهم الميتة، فثمة مآثر أخرى لا بد من اجتراحها.
       يقضمون حلمات أثداء الصبايا الذاهلات – قبل أن يحين موعد قتلهن – مع جرعات الويسكي والعرق، ويرقصون مثل قبيلة متوحشة.

       ثم يغادرون المخيم ترقبهم وجلة من مخبئها زجاجة حليب لم تنكسر، وشمعة قرب جثة الطفل لم يقتلها الرصاص، فظلت تضيء إلى ما بعد الفجر.

الخميس، 2 فبراير 2017

زفاف




قصة : محمود شقير



       الأم البدينة، لم تشأ أن تضيع وقتها ليلة زفاف ابنتها، بالوقوف خلف الباب لاستراق السمع، فتلك عادة قديمة بليت.
       الأم البدينة، جلست تلتهم الطعام اللذيذ في مطبخ العريس الذي لم يُطل الإختلاء بعروسه، فقد سد باب المطبخ بقامته المديدة لحظات قبل أن تنتبه إليه الأم البدينة، وهو يحمل بين ذراعيه جثة ابنتها الرقيقة، معلناً بدون اكتراث – كمن يعلق على الطقس – أنه يكره كل شيء يذكره بالشمع الأبيض ذي البرودة القاتلة التي تثير الأعصاب.