قصة: محمود شقير
بنات الحي
كلهن تقريباً
رفضنه، لأنه
أطول مما
ينبغي، وأكثر
نحافة مما
ينبغي.
انزوى
في بيته
البائس خمس
سنوات. ظل
خلالها يقرأ
التعاويذ والأدعية، ويمارس
طقوساً استقاها
من كتب
وجدها في
مكتبة جده
الذي مات.
خرج
الى الحي
كائناً جديداً.
وبنات الحي
كلهن تقريباً
رفضنه، لأنه
أقصر مما
ينبغي، وأكثر
بدانة مما
ينبغي.
انزوى
في بيته
هذه المرة
عشر سنوات.
خرج إلى
الحي كائناً
مختلفاً.
يذكر
محياه الوسيم
بأبطال الحكايات، وتوحي
عضلات صدره
وذراعيه، وانسجام
قده من
رأسه حتى
قدميه، بأنه
واحد من
نجوم السينما
المشهورين هذه
الأيام.
بنات الحي
كلهن تقريباً
تهافتن عليه،
كل واحدة
منهن تتمناه
في السر
وفي العلن
زوجاً أو
عشيقاً، فلم
يرقن له،
لأنه وجدهن
عوانس مترهلات.
انطلق
في أرجاء
الدنيا وحيداً،
يبحث عن
امرأة على
هواه.
وبنات
الحي ما
زلن جالسات
على قارعة
الطريق، في
انتظار فارس
أحلامهن الذي
غاب.