قصة: محمود شقير
يستوقفه جنود الأعداء للتأكد من هويته، ليس ثمة ما
يربكه. في جيبه صورة لحبيبته، وأمه لا تخبىء في البيت سوى البطاطا والقمح، وفي
الليل تحوك جوربين من صوف لأخته الصغيرة تأهباً لبرد الشتاء، ثم تمضي إلى فراشها
تحلم بالأمن والسلام.
يقتادونه
إلى السجن، يمزقون صورة الحبيبة ويدوسونها تحت الأقدام، ويسألونه وهو تحت التعذيب:
ماذا تخبئون في البيت؟ يقول: لا شيء سوى البطاطا والقمح. يلتبس عليهم مغزى
الكلمات.
يقلبون
موجودات البيت رأساً على عقب. فلا يجدون سوى البطاطا والقمح وجوربين لم يكتملا، ثم
لا يكفون عن تعذيبه لاعتقادهم أن من يخبيء في بيته قمحاً وبطاطا قد يخبىء قنابل
وسلاحاً.
ظلوا
يعذبونه حتى الموت، ثم أعلنوا على الملأ أنه مات من تلقاء نفسه ودون إكراه.