قصة: محمود شقير
أحضرت
الحصان إلى غرفتها، ثم قيدته من قوائمه وربطت عنقه إلى ساق السرير، وأمرته أن يكف
عن الصهيل كيلا يستيقظ الجيران، فتجأر حناجرهم بالصياح والغضب، أو تذهب بهم الظنون
حد اتهامها بإحضار كائنات غريبة إلى غرفتها بعد انقطاع السابلة، وانطفاء الأضواء.
أذعن
الحصان لرغبتها كما اعتقدت، ثم نامت مطمئنة فوق سريرها كما لم تنم منذ أجيال.
استيقظت صباحاً فلم تجد أثراً للحصان ولا لسريرها الذي فرّ من تحتها تحت جنح
الظلام.
حدث هذا
لدهشتها البالغة، والباب ما زال موصداً من الداخل تماماً مثلما كان قبل أن ينام
الحصان.