الثلاثاء، 26 يوليو 2016

اختطاف




قصة: محمود شقير



       أحضرت الحصان إلى غرفتها، ثم قيدته من قوائمه وربطت عنقه إلى ساق السرير، وأمرته أن يكف عن الصهيل كيلا يستيقظ الجيران، فتجأر حناجرهم بالصياح والغضب، أو تذهب بهم الظنون حد اتهامها بإحضار كائنات غريبة إلى غرفتها بعد انقطاع السابلة، وانطفاء الأضواء.
       أذعن الحصان لرغبتها كما اعتقدت، ثم نامت مطمئنة فوق سريرها كما لم تنم منذ أجيال. استيقظت صباحاً فلم تجد أثراً للحصان ولا لسريرها الذي فرّ من تحتها تحت جنح الظلام.
       حدث هذا لدهشتها البالغة، والباب ما زال موصداً من الداخل تماماً مثلما كان قبل أن ينام الحصان.


الخميس، 14 يوليو 2016

لغز



قصة: محمود شقير 


       المرأة الشقية، التي دأبت منذ تسعة وعشرين يوماً على شطف درجات البناية ذات الطوابق الخمسة، وتنشيفها بالخرق البالية التي تحضرها معها من كوخها البعيد، قبل أن تطل عليها النسوة المتخمات من أبواب بيوتهن، بملابس النوم التي تشف عن أفخاذ متوقحة.

       المرأة الشقية إياها، بارحت البناية في اليوم الثلاثين، بعد وصولها بدقائق معدودات، وقبل أن تستلم أجرها الشهري، كيلا تتهمها النسوة المتخمات بالسرقة، لأنها قبل أن تبدأ بشطف الدرج، أخذت تعده درجة درجة كما تفعل كل صباح، فإذا به – يا للمفاجأة – أربع وسبعون درجة بدلاً من خمس وسبعين.